بعض أعمال الخير توافق هوى النفس، فهل يكون الثواب في عملها أقل من ثواب الأعمال التي فيها مخالفة هوى النفس؟

ليس الأمر على إطلاقه والأصل الإتباع لما جاء به صلى الله عليه وسلم. أما الهوى فقد يكون في بعض الأحيان متفقاً مع الفطرة السليمة ومع أمر الشرع، ويصل بالمجاهدة تهذيب النفس إلى أن يكون في حد ذاته نوراً تبعاً لما جاء به الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فيقوى الباعث إذا اتفق هوى النفس مع مراد الشرع من دون شائبة لِحَظٍّ من الحظوظ، فيكون العمل ألذْ وأطيب وأقوى فيجتمع الجُندان جند الفطرة وجند الهوى على الشرع فيكون السير أسرع.
 والمطلوب منا مجاهدة النفوس حتى يصير الهوى نفسه تبعا لما جاء به الحبيب وحينئذٍ يجتمع هوانا مع شرعنا مع فطرتنا فلا نهوى إلا الشرع حيث يكون ولا نهوى إلا إتباع الأمين المأمون صلى الله عليه وآله وسلم، فالمقياس في أعمال الخير هذه رؤية ما ورد في شأنها أولاً، ثم رؤية آثارها في مصلحة الأمة ومنفعتها إن كانت متعدية ثانياً، ثم رؤية أثرها في القلب من جهة زيادة الإيمان واليقين والخضوع والخشوع ثالثاً، بحيث إن كانت هذه الأشياء مجتمعة فهو أفضل سواء وافقَ مراد النفس أو لا إذا كان الوارد عنه ثواب عظيم والمنفعة فيه للناس أكبر والتأثير القلبي على العامل فيه أعظم فهو الأفضل.