ما قولكم في الرجل الذي يشعر بالخجل دائما، ويمنعه خجله ذلك من أشياء كثيرة، منها أنه قرر الابتعاد عن الناس قدر الإمكان.. فنرجوا منكم المساعدة والتوضيح.. وجزاكم الله كل خير.

نقول لذلك الرجل ينبغي لك تقويم الخجل الذي عندك إلى الحياء الصحيح ، وهو ما يمنع عن كل ما يخرج عن الشرع وما يخرج عن المروءة ، ولا يمنعك الخجل والحياء من خير ملاقاة الناس والصبر على أذاهم وإرشادهم والاسترشاد منهم وما يتعلق بذلك من المنافع . فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم . فتحتاج إلى تقويم ذلك الوصف حتى لا يجنح بك إلى جانب فتكون على غير الاعتدال ، ويساعدك على ذلك قراءتك السيرة ومخالطة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه ، ثم تعوُّدك على ذلك بالشيء فالشيء، بالنفرين فالثلاثة فالأربعة، وبحضور حلقات المساجد وحلقات مجالس الخير عند الأخيار ، ثم تعودك على الكلمة الطيبة التي هي من الصدقة فتقابل الناس بالكلمة الطيبة وترجع في هذا الوصف إلى حد الاعتدال المحمود وتخرج عن الطرفين المذمومين وفقك الله وأخذ بيدك وأعانك .. والحمد لله رب العالمين .