كشف الغمة 265- كتاب الصلاة ( 155) باب: الجنائز، ما ورد في تجهيز الميت وغسله

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: كشف الغمة 265- كتاب الصلاة ( 155) باب: الجنائز، ما ورد في تجهيز الميت وغسله

صباح الإثنين 20 رجب 1446

يتضمن الدرس نقاط مهمة منها :

  • الحث على وفاء دين الميت 
  • متى يستدين الإنسان؟ 
  •  تعجيل دفن الميت وانتظار قريب له أو جمع 
  •  المسارعة في قضاء دين الميت قبل دفنه 
  •  ما يفعل بالميت بعد موته 
  •  الملائكة الذين يشهدون حضور الميت 
  • دعاء النبي لأبي سلمة عند موته 
  •  اغماض عين الميت 
  •  البكاء على الميت والحداد 
  • قراءة: فصل في غسل الميت وتكفينه 
  • معرفة الميت من غسله وكفنه 
  • رد الروح عند سؤال الملكان 
  • المبالغة في غسل الميت وتنظيفه 
  •  ثواب غسل الميت وكتمان ما يحدث 
  •  غسل الميت وتجهيزه من أقاربه

 

نص الدرس المكتوب :

"وكان ﷺ يحث على وفاء دين الميت وتعجيل دفنه ويقول: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى"، وكان يقول: "عجلوا بدفن الميت فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله"، وكان ﷺ يأمر بتغطية الميت إذا خرجت روحه ويرخص في تقبيله بعد موته، وقبَّلَ رسول الله ﷺ عثمان بن مظعون وبكى حتى سالت دموعه على وجهه، وقبَّلَ أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله ﷺ، والله أعلم.

 

فصل في غسل الميت وتكفينه 

"كان رسول الله ﷺ يقول: "إن الميت يعرف من يحمله ومن يغسله ومن يدليه في قبره"، وكان ﷺ يحث على غسل الميت والمبالغة في تنظيفه ويقول: "من غسل ميتًا فأدى فيه الأمانة ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، وفي رواية: "غفر له أربعون كبيرة"، وفي رواية: "طهره الله من ذنوبه"، وكان ﷺ يقول: "اغسلوا الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة"، وكان ﷺ يقول: "ليلِ غسل الميت وتجهيزه أقربكم إن كان يعلم فإن لم يكن يعلم فمن ترون عنده حظًا من ورع وأمانة فمن ستر مسلمًا في الدنيا والآخرة"." 

 

اللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ،  كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن 

 

الحمد لله مُكْرِمِنا بشريعته الغَرَّاء، وبيانها على لسان عبده وحبيبه خير الورى، سيدنا محمد صلى الله وسلم، وبارك وكرم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار في دربهم وجرى بمجراهم خير مجرى، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين الراقين أعلى الذُّرَى، وعلى آلهم وأصحابهم وتابعيهم والملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم، من إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. 

وبعد:

 

فيواصل الشيخ -عليه رحمة الله- ذكر ما ورد فيما يتعلق بالميت وتجهيزه وذكر أنه "وكان ﷺ يحث على وفاء دين الميت وتعجيل دفنه"، فكما تقدم أيضًا معنا أنه قد يترك الصلاة على بعضهم إذا كان عليه دين، ولما وسع الله عليه وفتح عليه كان يقول: "من مات وعليه دين فإليّ وعلي" فكان يقضي ديونهم من بيت المال، ويقول في الوقت الذي لم يكن لديه شيء وعلى الميت دين: "صلوا على صاحبكم"، ويقول: "إن نفس المؤمن مرهونة بدينه حتى يُقضى عنه".

فينبغي أن لا يتدين الإنسان إلا لضرورة أو حاجة شديدة أو لمصلحة عامة إذا كان عنده نصيب من اليقين، ويتدين لإصلاحٍ بين الناس، أو لمصلحة عامة بينهم أو لضرورة من ضروراته، فإن الدَّيْنَ شيْنُ الدِّين، وهذا لمن يأخذه ومعه نية الوفاء، أما -والعياذ بالله- من يستدين من الناس وينوي أن لا يفي فهو سارق وناهب وهو مأثوم من بداية الأمر، ولكن من كان صادقًا في إرادة الوفاء بهذا الدَّيْن فإنه يعان على حسب صدقه؛ وخصوصًا إذا اقترض لحاجة أو لمصلحة عامة.

أما الافتراض للتفاخر والمباهاة -وليقول كما يتحدث بعض العامة- يقول يكون كما الناس، من هم الناس اللي تبغي تكون كماهم؟ من ناس صحابة وتابعين وأولياء! ومن هم مقربين بغيت تكون كماهم، شوف الناس وحالتهم كيف مضوا قبلك من الزهاد والعباد، الناس اللي حواليك من الغافلين؛ هم ذول تريد أن تكون كماهم؟ ايش من فخر في تكون كماهم هؤلاء؟؟والمسلك القويم قال تعالى فيما يتعلق بهذا الإنفاق والصرف: (وَٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَنفَقُوا۟ لَمۡ یُسۡرِفُوا۟ وَلَمۡ یَقۡتُرُوا۟ وَكَانَ بَیۡنَ ذَ ٰ⁠لِكَ قَوَامࣰا) [الفرقان: 67].

أما ما يعد للتفاخر والتباهي فأمر باطل، والاستدانة من أجل ذلك خطر على الإنسان كذلك، وقد يصعب عليه قضاء دينه.

 

"وكان ﷺ يحث على وفاء دين الميت"، ولذا وكانوا إذا علموا أن على الميت دين يتحمله ويتكفله أحد منهم قبل أن يؤذن النبي  حتى لا يتأخر على الصلاة عنه.

 

وكذلك "تعجيل دفنه"، إلا ما ينتظر لحضور قريب ليس ببعيد ألا يطول انتظاره انتظارًا فاحشًا أو لكثرة جمع ونحو ذلك؛ وما عدا ذلك فينبغي أن يعجل بتجهيزه والصلاة عليه ودفنه.

 

ويقول: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى" كما سمعت، كما مر معنا أنه يقول لقتادة لما تكفل بالدين أقضيت الدين حتى قضى، فقال: "الآن قضيتهما يا رسول الله قال: "الآن برد جلده".

وقالوا: إن الميت وعليه دين يحبس في البرزخ فلا يزوره أحد من الأموات من أهل البرزخ ولا يزوره أحد حتى يُقضى دينه، "نفس المؤمن معلقة بدينه"، يكون محبوس؛ يمنع لا يزور ولا يزار من قبل الأموات حتى يقضى عنه الدين، فإذا لم يخلف أبناء صالحين وأولاد أتقياء ولا أوصى أولياء أوفياء فإنه يتعرض لأن لا يقضى دينه، وربما اقتسموا تركته وأكلوها ولم يقضوا دينه ولم يزوروه ولم يترحموا عليه لأنه ما أحسن تربيتهم، وبهذا ينبغي أن يحتاط المسلم لدينه.

وقد قال بعض الأخيار هنا عنده ولد اسمه سقاف وعنده وكيل وقائم بالخدمة عنده اسمه مرجان، ولما سأل بعضهم عن بعض ترتيبه قال: "الذي أريده لنفسي وتقربت به إلى الله قد قدمته بيدي ماأنا مستأمن على سقاف ولا على مرجان ما عاد وكلته لا لأولادي ولا لخدامي، قد بنفسي اللي بغيته لنفسي قدمته لنفسي ورتبته من قبل ولا عدت وكلت على أحد.

 

قال: "وكان يقول: "عجلوا بدفن الميت فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله"، وكان ﷺ يأمر بتغطية الميت إذا خرجت روحه" فهو سنة، وأن يكون الغطاء خفيفًا، يغطى الميت وتنزع عنه الثياب التي مات فيها، ثياب الموت ينبغي أن يبادر إلى نزعها منه، ويغطى بغطاء خفيف؛ إلا أنه يلاحظ أن يكون ما بين السرة والركبة ساترًا تمامًا.

"ويرخص في تقبيله بعد موته" كما حصل منه  وكما حصل معه من قبل الصحابة كسيدنا أبي بكر وغيره، "وقبَّلَ رسول الله ﷺ عثمان بن مظعون  -وهو أخوه من الرضاعة لما توفي جاء وكشف عن وجهه وقبله  بعد موته- وبكى حتى سالت دموعه على وجهه"،

وكان سيدنا أبي بكر الصديق لما جاء من أرضه بالجرف لما خرج إليه في ذاك اليوم لأنه بدأ نشاط رسول  لهم فخرج وهم يصلون صلاة الصبح، ورفع الستارة، والتفتوا أحسوا بخروجه فتبسم في وجوههم وعاد وأخذ يتأخر سيدنا الصديق فأشار إليه أن مكانك وردّ الستارة ودخل، فكانت نظرة توديعه لهم، وأصبحوا يتحدثون  تنشط اليوم وأنه مشى وحده من دون أن يمسك بيده أحد وتفرقوا في أعمالهم وقد ترك الكثير منهم أعمالهم في الأيام السابقة؛ فمنهم سيدنا أبي بكر وخرج إلى مزرعته، فجاء الخبر بوفاته  فجاء ودخل إلى بيته وكشف عن وجهه وأخذ يُقبِّلُه ويقول: "طبت يا رسول الله حيًا وميتًا"، يقول: "اذكرنا عند ربك ولنكن في بالك"، وخرج يثبت المؤمنين وهم في المسجد في انزعاج وضجة وفي حيرة وخطب فيهم خطبته المشهورة ثبت الله تعالى بها قلوبهم.

 

فهكذا ما ينبغي أن يُفعل مع الميت ومن حضروا عند المحتضر، فتقدم معنا: 

  • ما يسن من نزع ثياب موته.

  • وشد لحييه بعصابة يشد  بها لحييه إلى فوق الرأس.

  • وكذلك تغميض عينيه حتى لا يبقى المنظر غير مناسب ولا يدخل الماء عند تغسيله إلى جوفه.

  • ولا يكون أيضًا مفتوحًا لما يتعرض له الأموات من الهوام أو الحيوانات في القبر، فيشد لِحْياه ويتغمّض عيناه.

  • وتُلَيّن مفاصله يديه وركبتيه ورجليه بدهنٍ إذا احتاج إلى ذلك فيرفع ويرد ذراعيه إلى عضديه ويمدهما؛ حتى لا تتقوس ويصعب معالجتهما وقت الغسل. 

  • وكذلك يرد أصابع يديه إلى كفيه ثم يمدها، ويرد فخذيه إلى بطنه وساقيه إلى فخذه لأجل تبقى ملينة هذه المفاصل ليسهل حمله ووضعه وتغسيله وتكفينه.

 

نعم، قال يقول: "مغمضه بسم الله وعلى ملة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم يسر عليه أمره وسهل عليه ما بعده وأسعده بلقائك واجعل ما خرج إليه خيرا مما خرج عنه" وهكذا.

تقول أم سلمة -رضي الله تعالى عنها-: دخل رسول الله ﷺ على أبي سلمة وقد شُقَّ بصره فأغمضه ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر"، فضج ناس من أهله فقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون"، الملائكة الذين يشهدون خروج روح المؤمن، ما تخرج روح مؤمن إلا وعدد من الملائكة يوكَّلون بحضوره، فمنهم الحفظة الذين كانوا محافظين عليه؛ ومنهم الكتبة الذين يكتبون؛ ومنهم من كانوا يألفونه في مسجد ونحوه؛ ومنهم من يكون له عند الله قدر فيأمر عدد من الملائكة الآخرين يحضرون عند خروج روحه ليكون ذلك أقرب له إلى الرحمة وأثبت له، لهذا يَحذرون أن يتركوا الميت في مكان تمتنع من دخوله ملائكة الرحمة؛ فإذا امتنعت الملائكة امتلأ المكان بالشياطين أقبلوا من كل جانب، فلا يُترك فيها عنده امرأة مكشوفة الرأس فإن الملائكة لا تدخل غرفة فيها امرأة مكشوفة الرأس، ولا يكون عنده شيء من الصور المجسمات والمنحوتات في الغرفة التي هو فيها، ولا يكون عنده جنب، ولا يكون عنده كلب في الغرفة التي هو فيها؛ فإن هذه تمنع دخول الملائكة؛ وإذا امتنعت الملائكة احتفت الشياطين، والشياطين يريدون إغواءه ويريدون أن يحرفوا قلبه عن الإسلام عند الموت، والعياذ بالله -تعالى- أو ينالوا منه أن يموت على حالة سيئة -والعياذ بالله-.

ويقال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر"، فضج ناس من أهله وقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون"، ثم قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجاته في المهديين المقربين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه" فكان هذا دعاءه  عندما حضر أبا سلمة عند خروج الروح منه عند أول وفاته فهو من الأدعية التي تسن، والحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين المقربين واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه".

وجاء أيضًا عند في رواية الإمام أحمد بن حنبل وابن ماجه يقول عن شداد بن أوس عن النبي  قال: "إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر فإن البصر يتبع الروح وقولوا خيرًا فإنه يؤمّن على ما قال أهل الميت"، أو يؤمَّن؛ أي: من قبل الملائكة، وجاء عن سيدنا جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه-: كان قُتل أبوه في أحد قال: "جعلت أكشف الثوب عن وجهه أبكي ونهوني والنبي  لا ينهاني" فأمر به النبي  فرفع، فجعلت عمتي فاطمة تبكي أخت الميت، فقال النبي : "تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه" لإنه صاحب منزلة عند الله -تبارك وتعالى- ، فما عاد يؤثر عليه البكاء تبكين أو تسكتين هو في حال طيب، لا إله إلا الله.

 

وفي البخاري تقبيل سيدنا أبي بكر للحبيب الأعظم  بعد وفاته ويقول له: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله طبت حيًا وميتًا".

ويقول سيدنا عبد الله بن سيدنا جعفر بن أبي طالب: "أن النبي  أمهل آل جعفر ثلاثًا أن يأتيهم ثم أتاهم فقال: لا تبكوا على أخي بعد اليوم" رواه أبو داوود، فراعى المشاعر في خلال ثلاثة أيام، ولا يحل لامرأة أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرًا،  فلا يجوز إظهار الجزع ولا الحزن بعد ثلاثة أيام، ولا الإحداد على الميت بعد ثلاث إلا الزوجة أربعة أشهر وعشرًا  كما ذكر سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) [البقرة: 234].

 

نعم، يقول: "فصل في غسل الميت وتكفينه" وهو واجب بالإجماع لغير الشهيد والسقط الذي لم تظهر عليه آثار الحياة.

 فكل مسلم توفي وجب على المكلفين حوله تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه. 

ويقول: "إن الميت يعرف من يحمله ومن يغسله ومن يدليه في قبره"، وذلك أنه إذا خرجت روحه عُرج بها نحو السماء، فإن كان من السعداء فُتحت له أبواب السماء وحفته الملائكة ووقف بين يدي ربه وبشره؛ ثم يؤمر أن تعود الروح فتكون قريبًا من بدنه، فهو بروحه يرى ويعرف من يحمله؟ ومن يغطيه؟ ومن يغسله؟ ومن يكفنه؟ ومن يدليه في قبره يشاهدهم ويعرفهم، ثم يؤمر بالروح في أول الدفن، فإذا دفنوه فاستوى أرضية القبر بالأرض من حواليه دخل الملكان ويؤمر برد روحه إليه ويقعدانه ويجلسانه ويسألانه  ثم تنزع وتبقى على صلة بمحل دفنه ومكانها من عليين أو سجين والعياذ بالله -تعالى-.

 

قال"وكان ﷺ يحث على غسل الميت والمبالغة في تنظيفه"؛ لأنه يهيأ للقاء الحق -جل جلاله- ويقدم لحالة من اللقاء بينه وبين الإله الخلاق، وينبغي أن يبالغ في تنظيفه تعظيمًا للحضرة التي يقبل عليها ويقف بين يدي الرحمن -جل جلاله- ويُبالغ في تنظيفه.

يقول: "من غسل ميتًا فأدى فيه الأمانة -بالإحسان والإتقان- ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك" مما يرى في صورته أو يحدث له أو يخرج منه أو تظهر عليه أي علامة من علامات البشارة أو غيرها، فكل هذه الشؤون يجب أن تكون مكتتمة ومخفية ولا يكون الأموات محط مبغى الأفواه للأحياء يقول: جرى عليه كذا وشفنا فيه كذا وحصل له كذا، فما يتعلق بتكفينه وتغسيله ودفنه يكون على الأمانة وعلى الكتمان "ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" ثواب تغسيل الميت يقول: أخرجه الإمام أحمد بالمسند والطبراني في الأوسط وأبو يعلى والبيهقي. ثواب من غسل الميت وفي رواية: "غفر له أربعون كبيرة"، وفي رواية -الطبراني-:  "طهره الله من ذنوبه"، أيضًا في رواية الطبراني والبيهقي.

وكان ﷺ يقول: "اغسلوا الموتى فإن معالجة جسد خاو -عن الروح- موعظة بليغة"، لمن يعتبره ويدّكر لأنه سيصل إلى نفس الحالة وسيكون على نفس المصير.

 

"وكان ﷺ يقول: "ليلِ غسل الميت وتجهيزه أقربكم -أي أقربكم إليه-إن كان يعلم فإن لم يكن يعلم فمن ترون عنده حظًا من ورع وأمانة فمن ستر مسلمًا في الدنيا والآخرة"."

 غسل الميت وتجهيزه أقربكم -أي أقربكم إليه وأحبهم إليه- إن كان يعلم -يعرف كيف يؤدي التغسيل والتكفين-  فإن لم يكن يعلم فمن ترون عنده حظًا من ورع وأمانة -ويليه تغسيل الميت-  فمن ستر مسلمًا في الدنيا والآخرة".

 

رزقنا الله كمال حسن السابقة، وكمال حسن الخاتمة، وختم لنا بأكمل الحسنى وهو راضٍ عنا، وجعل خير أيامنا يوم لقاه وهو راضٍ عنا وجعل قبورنا وقبور جميع آبائنا وأمهاتنا وذوي الحقوق علينا وقراباتنا وطلابنا وأحبابا رياضًا من رياض الجنة وثبتنا على الحق فيما نقول ونفعل ونعتقد واختم لنا بأكمل الحسنى.

 

بسرِّ الفاتحة  

إلى حضرة النبي محمد اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه

الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

22 رَجب 1446

تاريخ النشر الميلادي

21 يناير 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام