العمل في محل يقدم الخمور

أعمل في مطعم صاحبه يقدم الطعام بشكل رئيسي ويقدم المشروبات الكحولية ولكني لا ألمس المشروب أو أقدمه ولكني أدير الصالة والأمور المالية.. ماذا أفعل؟ 

عجِّلْ بانتقالك من مثل ذا المحلّ واعلم أن مَنْ تَرَكَ شيئاً لله عوَّضه الله تعالى خيراً منه، وتحرُّزُك من أن تمس أو تحمل واجبٌ من الواجبات عليك، ولكنَّ وجودك في ذا المحل ومع إدارة الخمور فيه وحملُها من غيرك وقد يكون بعضهم من المسلمين أيضاً ، واللعنةُ تشمل الحامِل والمحمولة إليه كما جاء في الحديث. وجودُك في هذا المكان وكونُك مديرَ الصالة فالأمور المالية يدخل فيها أيضاً الثمن الذي يتعلق بالخمور والمسكرات، فحينئذ يختلطُ أيضاً بالمال وبائعَهُ ومبتاعه داخلون في اللعنة والعياذ بالله تعالى.

 فعجِّل بانتقالك من مثل هذا الموطن ويفتحُ الله لك باباً من الرزق، ونوصيك أن لا تغفل عن قراءة سورة الواقعة كل يوم وعن قراءة  " لا إله إلا الله الملك الحقُ المبين " مائة مرة ، وعن قراءة " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله" مائة مرة أيضاً إن كان بعدَ سنة الصبح قبلَ فريضتها فذلك أفضل أوقاتها ، فهي من أقوى أسباب تيسير الرزق . كما أن التقوى يقول ربك عنها ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب  ) .

وأذكر هنا ما ذكر لنا بعض مديري الفنادق بالمدينة المنورة، قال إنه لقي الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله وكان الرجل أيضاً يشتغل في مكان فيه تباع أو توجد الخمور، كأنه أيضاً فندق أوروبي، فلما كلم الشيخ لذلك نصحه وأمره أن يخرج مباشرة.. فقال إن عندي بعض الظروف كذا ومن الديون كذا فكيف أعمل ؟ فقال الشيخ إن ربك تعالى يقول ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) فالشيخ يقول أسألك أنا يا ولدي، هو أول التقوى أو المخرج ؟ قال أول التقوى ، قال " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً " قال أنت تريد المخرج قبل التقوى ؟ قال ليس الأمر هكذا . فأولا التقوى ثم يأتيك المخرج. قُم بتقوى الله والمخرج يأتيك. قال فأثَّرَ فيه كلامه وخرج مباشرة، فما مرت إلا فترة يسيرة واجتمع ببعض الإخوان في بعض الدول فرتَّبُوْه وطلبوه لأن يُدير فندقاً بالمدينة المنورة. ولم يزل له الآن فوق العشرين ونحو الثلاثين من السنين وهو بجوار الحرم الشريف مديراً لذلك الفندق قد قُضيت ديونه وصَلحت شؤونه ببركة التقوى.