التعامل مع فكر الإلحاد

لي صديق عزيز غزا فكرَه الإلحاد، كيف أوجهه..؟ وإذا لم يقتنع كيف أتعامل معه؟

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

هذا إذا أصابته اللوثة وحصل عليه الغرق في هذا الحمأ الخبيث من التكذيب بالله وما أنزل والعياذ بالله تبارك وتعالى، فيجب أن يتضاعف منك الحسرة عليه والغَيرة عليه، والرثاء له، والرحمة به، حتى تُعمل وسعَك في إنقاذه، وفي استخلاصه مما وقع فيه، وهو أحد صرعى الفتنة التي يتبنّى ترتيبَها اتجاهاتٌ كافرة على ظهر الأرض، فلا نساعدهم ونفسح المجال لهم.. وكل من تأثر من أصحابنا نفرناه وبعَّدناه ليقع في قبضتهم أكثر!!

 ولكن بأعمال نعملها منها في ما يتعلق بصديقك هذا، فعليك أن تشعره بأنه ما عمل في حياته شيء إلا أنه انتقل من تبعية إلى تبعية، وإن الذين عرضوا عليه هذه الأفكار ودعوه إليها هم دعاة، فبدعوتهم صار مستجيباً لها، فالذي حصل أنه خرج فقط من الاستجابة لدعوة الحق ورسوله والصالحين إلى دعوة هؤلاء، وهذا الصنف من الناس الفاسقين.. فلا يحسب أنه تحرر، إلا أنه خرج من تبعية عُلوية شريفة إلى تبعية سفلية هابطة ساقطة، لا تُغني عنه شيئا؛ ولهذا عليه أن يدعوه إلى حقيقة التحرر، لأن التبعية العلوية الذي يُلقي الناس إليها ويثبتهم فيها حقيقة حرية الناس، حقيقة تحرُّرهم، وصورة التحرر الوهمية هي التي تُوقع في التبعية السفلية، فالإنسان مهما تحرر تماماً لابد له من تبعية إلا أن التبعية إما أن تكون علوية وهذه نتيجة التحرر الصحيح، الصدقي.. وإما أن تكون سفلية وهي نتيجة التحرر الوهمي الخيالي، بدل ما يكون تابعا لله ورسوله، يقع تابعا لفسقة على ظهر الأرض، لا يساوون شيئا..

 فلهذا عليه أن يدعوه إلى حقيقة التأمل والتفكر والتدبر، ويعرض عليه ما يستطيع من الحجج العقلية واليقينية المتعلقة بالشبه التي وقع فيها والخيال الذي تخيله، ويستعين في ذلك بالمختصين في هذا أو الذين كتبوا فيه من أهل العلم والفضل ويأتي بملخصات من ذلك.

 كذلك يريه هو من ثباته وقوة يقينه ما يزعزع إلحاده، ويظهر ويرى أمامه صورة الإيمان الراسخ القوي الذي تبدو منه الخشية من الله، والخوف من الله، والاستعداد للقاء والرجاء الواسع في الله تبارك وتعالى، ما يهزه، فيرى أمامه طودا شامخا من الإيمان واليقين بثباته، ثم استخفافه بأفكار الإلحاد لا به هو، لا بشخصه ولا بذاته، ولكن بفكر الإلحاد وأقاويل الإلحاد.. استخفافه به، واستهزاؤه بها أمامه ومن خلال بيان عدم قيامها على أساس صحيح وأنها متهاوية لا أصل لها، مع ذلك التخويف.

 ثم لينظر إن كان يقبل منه شيئاً، مِن ذكرِ الله سبحانه وتعالى، من مثل لا إله إلا الله ونحوه من التسبيح، فيأمره ويقول له اترك قناعاتك على جنب وأمورك وما وصلت إليه، وكرر هذا الذكر في اليوم كذا كذا مرة وأكثِر منه.

ثم أيضاً إذا أطاعه بالحضور في شيء من مجالس الخير والذكر فيحضره معه مهما كان الأمر.

 ويحرص على إنقاذه بمختلف الكيفيات، ومنها أن يلح على الله بأن يهديه ويصلحه.

 فيستعمل كل هذه الأساليب.

 ثم إنما تكون المهاجرة والترك عند بيان أحد أمرين: إما استفادته إذا تركه، ورجوعه عن ذلك وتأثُّره فينتفع، وإما أن يكون قد استبان له الأمر فأصرَّ واستكبر فيتركه من فترة لأخرى، ولا يزال يمدُّ إليه الحبل للإنقاذ من الغرق مادام يُرجى خروجه بأن لم يمت بعد على الكفر مادام يُرجى خروجه من ذلك الأمر.

 ثم ليحذّره وأن يعيَّر في ذلك بين الأوساط غير حتى لا يتسع عنده نطاق الحديث والكلام.

 والخلاصة أنها موجات من خطط جماعة من أعداء الله على ظهر الأرض ينبغي أن نفسدَ مفعولَها بما استطعنا في أوساطنا.. والله يحفظ المسلمين ويحفظ عليهم إسلامهم ودينهم.

 يارب ثبتنا على الحق والهدى *** ويارب اقبضنا على خير ملةِ

 (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).