كيف تكون محاسبة النفس طريقاً للنجاة مما حل بالمسلمين؟

كيف تكون محاسبة النفس طريقاً للنجاة مما حل بالمسلمين؟ يوضح الحبيب عمر بن حفيظ في الخطبة وصايا عملية للخروج من الأزمات والرجوع إلى الله في الأشهر الحرم، ولرفع الكروب عن الأمة الإسلامية
لتحميل الفوائد (ملف pdf) :
لقراءة الخطبة كاملة أو المشاهدة:
فوائد مكتوبة من خطبة الجمعة، 20 شوال 1446:
مظاهر ظلم النفس وأثرها على الأمة:
قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ..)؛
- - إن المُصِر على المعصية؛ ظالم لنفسه
- - إن المُقَصِّر في تربية أهله وأولاده على أوامر الله والبعد عن نواهيه؛ ظالم لنفسه
- - إن الذي يُقِرُّ نفسه على قلة الحضور في الصلوات والخشوع فيها؛ ظالم لنفسه
- - إن الذي يرضى لقلبه أن يحمل الشحناء على أحد من المؤمنين بأي ذريعة ووسيلة؛ ظالم لنفسه.
مصائب من صنع أيدينا:
(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)؛ ما وعيك لخطاب الله من خلال إدراكك لهذه الأشهر ونزول النوازل بساحات المسلمين؟
ما ترى بينهم من تشتُّت، وما ترى بينهم من تباغض وتباعد؛ هو سبب تسليط الأعداء عليهم.
إقرارهم لأنفسهم على مخالفة الله في ترك الفرائض وفعل المُحرَّمات؛ هو سبب نزول البلاء عليهم، ومتى رجعوا إلى دينهم وقاموا بِحَقّه فإن الجبار جعل العزة له ولرسوله وللمؤمنين.
ما يستمر في البيوت من قطيعة أرحام أو عقوق والدين، أو شحناء وبغضاء، أو تفرُّج على المناظر القبيحة الخليعة؛ أسباب هلاك، أسباب فتن، أسباب نزول عذاب، أسباب تسليط الأعداء!
إقرار النفس على إهمال أمر الله، وترك الأولاد تتخطفهم أيدي الإغواء والإضلال والإفساد؛ حتى يقعوا في المخدرات والمسكرات، وحتى يتركوا الفرائض والصلوات، وحتى يعتادوا السباب واللعنات، مصائب هي سبب البلاء ونزوله (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ).
طريق النجاة وسبل العلاج:
* يا أيها المؤمنون بالله، تيقُّظ القلوب لنداء علام الغيوب: يُنزِّهها عن العيوب، وبه تكشف عنهم الكروب، وتصلح أحوالهم في الدنيا والبرزخ وفي يوم تُقلَّب فيه القلوب.
من مظاهر تقوى الله:
- - محاسبتنا لأنفسنا في أحوالنا،
- - وأن ننتهج أن نتسبَّب في الصلاح ونزول الرحمة على عباد الله،
- - وأن لا نستكين لفاجر ولا كافر،
- - ولا يُخرجنا عن كمال الثِّقة بالله والأدب معه شدائد ولا نوازل.
وصايا عملية للخروج من الأزمات:
لنتفقَّد أحوالنا، ولا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما أتانا، وليكن فرحنا برحمة الله وفضله، وتطهيره لقلوبنا، وتوفيقه لنا أن نعمل على ما يرتضيه منا: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
ولنثِق بالله وبوعده نصرَ رسوله محمد ﷺ، ونسأله أن يجعلنا من خواص الأنصار له ولرسوله؛ بالأقوال والأفعال والنيات والمقاصد والأموال والأنفس وما آتانا.
ولنأخذ نصيبنا من أيامنا وليالينا بكسب مرضاة بارينا، وعملنا بشرعه وإقامة نور منهاج نبيه في أنفسنا وأهلينا وأسرنا؛ بأن لا نغفل عن حسن امتثال الأوامر واجتناب النواهي والزواجر في الباطن والظاهر.
وأن نتضرّع ونُلِح على الله ونسأل، ونثق به ونعتمد عليه ونتوكل عليه، (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ).
اللهم بلِّغنا ما بقي من أشهر الحج والأشهر الحُرم، وأوصلنا إلى أمثال رمضان في عوافٍ وصلاح، ولا تجعل فينا ولا في أهلينا سبباً لنزول البلاء ولا لحصول الشدائد.
اللهم فرِّج كروب الأمة واكشِف الغمة، وعامِل بمحض الجود والرحمة، واجعلنا سبباً لنزول الرحمة وحصول الخير منك والنعمة.
___
لتحميل الخطبة (نسخة pdf):
06 ذو القِعدة 1446
تاريخ النشر الميلادي
مشاركة
اضافة إلى المفضلة
كتابة فائدة متعلقة بالمادة
آخر الأخبار
26 شوّال 1446
كيف يمكننا الحفاظ على فضائل رمضان من خلال ضبط اللسان؟ يوضح الحبيب عمر بن حفيظ كيف يتجلى أثر ذلك على...
24 شوّال 1446
التقى العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في مدينة تريم عصر يوم الأربعاء 18 شوال 1446هـ، بشباب مخيم "معاً...