فوائد من تفسير سورة الشورى -14- فقه الشورى والعفو والإنفاق في ضوء الآيات

24- اقرأ: الدرس الرابع والعشرون من دروس التفسير في رمضان:

 لماذا يُعتبر العفو مع القدرة من أعظم صفات المؤمنين؟ وما هي الأمور التي تساعد المسلم على العفو والصفح في المواقف الصعبة؟

#تفسير سورة الشورى -14- من قوله تعالى: { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ.. (38)} إلى الآية 43

 للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، 25 رمضان 1446هـ

 للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً:

https://omr.to/q-alshura14

 للمشاهدة:

https://www.youtube.com/live/CMks3EKties

 

فوائد من الدرس:

 

 حول الشورى والإنفاق:

(وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ)؛ يتراجعون في الأمور وينظرون فيها، مُتحَرِّين الأحب إلى الرب.

(وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)؛

- يعشقون الإنفاق في سبيل الله: من الزكاة المفروضة إلى الصدقة المندوبة، وهم في ذلك على درجات.

ومن غير المال:

- ينفقون من رزق العقل بحسن النظر والتأمل، والمشورة وإفادة الآخرين، والتفكير فيما يخدم الدين وفيما يصلح أحوال الناس.

- ينفقون من العلم بتعليمه، وإهدائه لمن لا يعلمه.

- ينفقون من كل القوى التي آتاهم الله إياها فيما يعود بالفائدة والنفع على الخلق.

في العفو والانتصار:

- (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ)؛ إذا أصابهم البغي: بأن بغى الباغي عليهم.

فكونهم ينتصرون إما دعوة إلى ترتيب الأمور، والإعداد للمستطاع من القوة؛ حتى لا يتجرأ أهل البغي، فيكونون على استعداد وعلى قدرة أن ينتصروا.

ويختلف الانتصار في رد البغي وهو الظلم والعدوان؛ فمنه ما يتعلق بحق شخصي ذاتي للإنسان، لا يضر غيره، ولا تحصل به جراءة على أمر الدين ولا على الناس، ولا يستفحل به الشر ويتزايد؛ هذا محل المغفرة، والعفو يكون فيه أفضل.

- ويتأكد هذا إذا كان الذي حصل منه البغي ندم واعتذر، وطلب العفو والمغفرة؛ فحينئذٍ يكون الأفضل هو التجاوز والعفو والمغفرة.

- وأحياناً يترتب على هذا العفو جراءة للبغاة ليجترئوا على المسلمين والضعفاء، فحينئذٍ يكون الانتصار هو الأفضل؛ ولكن الانتصار مقيدٌ بأن لا يتجاوز المثل.

-  (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)؛ كيف سمَّى المعاقبة سيئة؟ سُمّيت سيئة من حيث أن كلاهما يسُوء من فُعل به؛ فالأول يسُوء المظلوم، والثاني انتصارٌ من المظلوم يسُوء الظالم؛ سيئة باعتبار أنه يسُوء ذلك الإنسان.

- وذكروا أنه لأجل المقابلة؛ فهو ليس سيئة باعتبار أنه فعل مشروع، وقد يترتَّب عليه خير أو نصر أهل الحق، أو هداية للظالم هذا نفسه ورجعة إلى الحق.

هذه إساءة إلى الظالم؛ ولكنها غير مبتدأة، بل هي معاقبة ومكافأة ومجازاة على ما كان منه، وفيها فوائد وفيها ردع للظلم وأهله وما إلى ذلك.

 (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)؛ فقيَّد في الجزاء أنْ يكون مثل ذاك أو أقل؛ وحرَّم أن يكون أكثر، وهذا يأتي في القِصاص في الحدود.

فضيلة العفو والإصلاح:

- (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ)؛ عفا: سامح، وأصلح: أصلح ما بينه وبين ذاك، وأصلح في عمله، وأصلح في باطنه؛ كان العفو من أجل الله خالص لوجه الحق تعالى، لا يطلب به سُمعة ولا رياءً.

- جاء في بعض الأخبار: يُنادي منادٍ يوم القيامة: ليقُم من كان أجره على الله، قال: فيقوم العافون عن الناس وهم قليل! (الذين يعفون لوجه الله) يناديهم الحق جل جلاله: عفوتم عن عبادي من أجلي؟ يقولون: نعم ربّنا، يقول: فاليوم أجركم عليّ، تَمَنَّوا ما شئتم واشفعوا فيمن شئتم.

روى الشافعي خبراً: "من قبل عذر أخيه إذا اعتذر إليه كفَّر الله عنه ألفي كبيرة".

- وفي الحديث الآخر: "من أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه، محقا كان أو مبطلا، فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض"

من هدي النبي ﷺ في العفو:

- ورد في الصحيح أنه ﷺ لم ينتقم لنفسه قط، وإنما يغضب لله إذا عُصي، ولا ينتقم لنفسه لا من أذى ولا غيره.. حتى تولّى الحق الدفاع عنه والرَّد على الذين يتكلمون على ذاته الكريمة ومنصبه الشريف ﷺ. 

- حملت لنا السيرة النبوية في عفوه وصفحه الشيء العظيم، وكله مع المقدرة، والعجيب أن من الأفراد الذين عفا عنهم مَن هَمَّ بقتله -من خطَّط لقتله- وعفا عنهم؛ واحد في مكة، واحد في المدينة، وواحد أيام غزو الطائف في يوم حُنَين.

 

In English:

“And from what We have provided them, they spend”: they love to spend in the path of Allah — from the obligatory zakat to the recommended charity.

And not only from wealth:

• They spend from the provision of intellect by reflecting deeply, offering advice, benefiting others, and thinking about what serves the religion and improves people’s conditions.

• They spend from knowledge, if they are granted it, by teaching it and gifting it to those who do not know.

In Indonesian:

 "(Dan dari apa yang Kami rezekikan kepada mereka, mereka menginfakkannya)" — mereka suka berinfaq di jalan Allah: mulai dari zakat yang wajib, hingga sedekah yang sunnah.

Juga mengorbankan bukan hanya berupa harta:

- Mereka mengerahkan anugerah akal dengan pemikiran yang baik, perenungan yang dalam, memberi nasihat, dan memikirkan hal-hal yang bermanfaat bagi agama serta perbaikan keadaan umat.

- Mereka menyalurkan ilmu yang Allah anugerahkan kepada mereka dengan mengajarkannya dan membagikannya kepada yang belum mengetahuinya.

 

 نص الدرس مكتوب:

https://omr.to/q-alshura14

 

#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عاجل #القرآن #سورة_الشورى #درس_الفجر #درس_التفسير #تفسير_القرآن #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran 

تاريخ النشر الهجري

02 ذو القِعدة 1446

تاريخ النشر الميلادي

29 أبريل 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية