فوائد الدرس السادس في كتاب صلة الأقربين
فوائد من:
الدرس السادس للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في كتاب: صلة الأهل والأقربين، بتعليم الدين، للحبيب عبدالله بن حسين بن طاهر
شرح: المنهيّات
ضمن دروس الدورة العلمية في موسم، الأردن
فجر الأحد 12 جمادى الأولى 1445هـ
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
- المنهيّات ما نهانا عنها اللهُ جل جلاله ونهانا عنها نبيُّه محمد ﷺ الذي قال عنه جل جلاله: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وذكر المؤلف رحمه الله أن المنهيات قسمان: حرامٌ يُثاب على تركِه امتثالا ويعاقَب على فعلِه، ومكروه يُثاب على تركهِ امتثالا ولا يعاقب على فعله، ثم إنَّ الحرام قسمان: كبائر وصغائر، قال سبحانه: {إن تجتنبوا كبائر ما تُنهَون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} فاجتناب الكبائر مِن أسباب تكفير الصغائر، ويجب اجتناب الجميع.
- ذكر أول الكبائر: القتل، وذلك لأنه ما مِن ذنب من الذنوب اختلف في قبول التوبة منه غير هذا القتل بغير حق عمدا، وأكبر منها وهو الشرك بالله لا اختلاف في قبول التوبة منه، ولكن القتل عمدا هل تقبل التوبة منه؟ هو الذي فيه خلاف، مَن أصاب دما حراما، والأصح الذي عليه الجمهور أنه تقبل التوبة منه ويسلِّم نفسه للقصاص أو يعفو عنه أرباب الدم بدِيَة أو بغير دية، ويندم الندامة الصادقة وأمرُه إلى الله، فيجمع بينه وبين مَن قتله يوم القيامة، فإن صدقَ مع الله.. قذفَ في قلبِ المقتول مسامحتَه مقابل ما يؤتيه اللهُ من الثواب الكبير.
- أصعب البيِّنات في الشريعة: بيِّنة فاحشة الزنا؛ لأن الحقَّ سبحانه لا يحبُّ ذكرَها ولا انتشارها ولا شيوعَها بين الناس، وشدَّد الأمرَ فيها ولم يقبل منها إلا شهادةَ أربعةٍ شاهدوا الأمرَ مشاهدةً ومعايَنة تامَّة كاملة، وإلا فمَن تكلم وإن رأى بعينه يُجلد ذلك المتكلم لأنه لا يحب إشاعة هذه الأسواء والشرور، فإنَّ ذِكرَها فضلاً عن رؤيةِ صُورِها مُضرٌّ لفكرِ الإنسان وعقلِه وإيمانِه وطمأنينة قلبِه، لذا كره الشارع ذكرَها والحديثَ عنها، وأمر مَن رأى أن ينصح ويستر إلا أن يكونوا أربعة، ولذا قالوا لم يُقَم حدُّ الرجم بالزنا إلا مِن حيث الإقرار والاعتراف، ولم يقم حدٌّ بشهادة قط، وأُعلِن هذا الحد ليكون زجرا.
- لا يوجد على ظهر الأرض نظامٌ يرعى حقَّ النفوس وحقَّ المال وحقَّ العِرض كنظام الله تبارك وتعالى في جميع الشرائع التي أنزلَها على الأنبياء وفي الشريعة العظمى الخاتمة التي جاء بها خاتم الأنبياء سيدنا محمد ﷺ، وهو الذي قال عليه الصلاة والسلام: أي يوم هذا؟! فقالوا الله ورسوله أعلم، قالوا فسكت حتى ظننا أنه سيُسمِيه بغير اسمه، وسأل أي شهر هذا.. أي بلد هذا.. كل هذه المقدمات تهيئ عقولَهم ومشاعرَهم لأن تعي ما يقول وما ينبِّههم عليه، وبعد هذه المقدمات قال: ألا إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم كحرمةِ يومكم هذا في شهرِكم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟! قالوا: بلى، قال اللهم فاشهد، ألا فليبلِّغِ الشاهدُ منكم الغائب، ألا فلا ترجِعوا بعدي كفارا يضربُ بعضُكم رقابَ بعض.
- من كبائر المحرمات: الزنا واللواط، وهما الجريمتان العظيمتان اللتان لم تحلا في شريعة قط من أيامِ آدمَ عليه السلام إلى أن خُتمت بنبيِّنا خيرِ الأنام محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، بل حرمَ الله القربَ منها في قوله جل جلاله: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} ولذلك حرم الخلوةَ بالمرأة الأجنبية ومصافحتها، وحرَّم عليها إذا مرَّت بين الرجال الأجانب أن تتعطر ليجدوا ريحَها، وحرَّم عليها أن تُظهِر زينتَها ليبقى المجتمعُ في سلامة.
- المشي والسعي وراء المحرمات وما يثير الشهوات.. لا يجلب أمانا ولا استقرارا في المجتمع ولا تماسُكا في الأسر ولا طمأنينةً ولا سلامةً في الأبدان مِن العلل والأمراض الكبيرة، والاسترسال في ذلك يسبِّب أمراضاً ومصائبً بدنيَّة واجتماعية ونفسية، يفعلون هذه المناكر وهمُّهم وغمُّهم يزداد، وقلقُهم وشرُّهم يزداد، فما جعل الله الراحةَ في معصيته، وما جعل الطمأنينةَ إلا في الإنابة والتوبة إليه جل جلاله وتعالى في علاه.
- مِن أضر إيحاءات الشيطان لابنِ آدم أن يُحدِّثه بالتوبة قبلَ الذنب! والتوبة إنما تكون بعد الذنب، وأما قبلَه فينبغي أن يبتعد، وإلا فمن ذا الذي يحدِّث نفسه باستعمالِ الدواء المضادِّ للسم قبلَ شُربِّ السمِّ إلا مجنون!! لكن إن شرب السمَّ فعلا.. يبحث بعدَه عن الدواء، فكذلك الذنوب هي السم والتوبة هي الدواء.
- في جمال هذا الإسلام في قتال الحربي.. إذا كان بينهم معتزلٌ في صومعة.. لا يُمَس بل يُترَك، ولا يُقتل الصبيُّ الطفل ولا تُقتل المرأة، بل أرشدَهم إلى تركِ المُدبِر الذي ذهب، لا يتبعونه، لأنَّ النصرَ قد حصل وإعلاء كلمة الله، فليس المقصودُ سفكَ الدماء.. وإنما المقصود إبعادُ الظلم والكفر والاعتداء والجحود للجبار الأعلى، فالقتال في الدين قتالُ رحمة وإنقاذ ورد الظلم والفساد، رحمة لتكون كلمةُ الله هي العليا.
- يشكُل لدى البعض ما صار من مسائل القوى الحربية والأسلحة وصارت لها اعتبارات أخرى، ونقول إذا وجب القتال باعتداء ونحوه.. فالعبرة بوجود الصدق والتوجُّه إلى الله، ولا سبيل إذا كان الكافر أقوى وأطغى أن نفتح له المجال كما يريد ليأخذ الأرض! لا سبيل لذلك لأننا لا نقاتل بعدد ولا عدة، ولأن غزوات نبينا محمد ﷺ ثم فتوحات ساداتنا الصحابة ومَن بعدهم.. ما تكافأ فيها الفريقان في وقعة قط، وكان المسلمون وأهل الحق قليلين في العَدد والعُدد، وأولها غزوة بدر، كم سيوف المسلمين فيها؟ ثمانية، وكم سيوف المشركين؟ مئات! وكم العدد.. ثلاثمئة مقابل ألف! أين التكافؤ! ومع ذلك.. النصر حصل!! وما بعدها كذلك من مختلف الغزوات.
- بعض العقول التي تخاف مِن عدم التكافؤ مع هذه الأحداث تقول: دع اليهود تأخذ غزة وغيرها بما أن عندهم قوة أكثر! هذا مجنون! إذا فتح لهم المجال سيأتون إلى بلادك وغيرها وبتقول معهم أمريكا وبريطانيا.. لا والله! يكونون أكثر ولا أقل.. لا يوجد عند الله كثير في خلقه ولا صعب، {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} وقال في قصة طالوت وقومه الذين اتبعوه: {ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} اتصلوا بفوق وانتهت المسألة، {فهزموهم بإذن الله}.
* الله يكثر في أصحاب غزة القلوب المتصلة بالله والمؤمنة به، وقوَّاهم وأيَّدَهم ونصرَهم إنه أقدر القادرين، وردَّ كيدَ الكافرين والفاجرين يا حي يا قيوم.
- تفنَّن الكفار في شأن الزنا واللواط ونشر صوره والكلام عنه، بل وصلوا إلى الأطفال وبرامجهم وفي عموم ما ينشر في النت، وصلوا إلى حد أن إذا واجه الشاشة طفل صغير.. تظهر له صور من هذه التي تقربه من الشذوذ، وإذا قابل الشاشة شخص كبير ما تظهر! تأتي صور أخرى من خلال الوجه، توصلوا إلى هذا! أعطِ طفلك الجوال وسيلعبون به كما يشاؤون! تفنَّنوا في ذلك للإفساد وقتل الشرف والإنسانية، ردَّ الله شرَّهم وكيدَهم في نحورهم.
- صلة الأرحام مَثراةٌ في الأموال منساة في الآجال، وهي من الطاعات التي يعجِّل لها ثواب في الدنيا قبل الآخرة، وهما: البر والصلة، البر بالوالدين وصلة الرحم، يأتونك أولاد بررة بسبب برِّك بأبيك وأمك، وإذا تصل الأرحام.. عمرك يطول والرزق يتوسَّع لك، وعلى قدر صلتِك للأرحام تأتيك الأرزاق.
- الكذب مِن المحرمات، وفي الحديث أن الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيكذب المؤمن؟ قال: لا، وتلا قوله تعالى: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} ولا يباح إلا في الحرب للخدعة، وللإصلاح بين الناس، ولِما يطيب قلب الزوجة أو الزوج مما لا يضر بأحد، وليس في أي شيء فقط فيما يزيد الألفة والمحبة، من ذكر المحبة والشوق والحنان والعطف وإن لم يكن واقع يجوز لك من أجل التئام الشمل، والله يحب قيامَ الأسر على المحبة والألفة والترابط، وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً.. أدخل عليهم الرفق.
- من المحرمات: محاكاة المسلم، أي تقليده على وجه الاستهزاء، يقول كذا.. يمشي كذا.. يضحك كذا.. يحرك عيونه كذا.. يحاكيه، هذا استخفاف واستهزاء لا يجوز.
- من المحرمات: الحسد، وهو استثقال النعمة على أي مُنعَم بها عليه، فمن أحسَّ بشيء من ذلك.. فليرده وليكرهه ويدعو لمن حسده ولا إثم عليه، وأحسنُ دواءٍ للحسد إذا استكثرت نعمةً لأحد أن تدعو له تقول: الله يكثِّرها له ويقوِّيها له ويزيده منها، ولا تتكلم عليه، ولا عليك إثم، لكن إذا تكلمت وسعيتَ في إزالتها أو رضيتَ بكراهتها.. تُعاقَب على ذلك، فالحسد كما ورد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
للاستماع إلى الدرس:
للمشاهدة:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عمر_بن_حفيظ #صلة_الأقربين #الأردن #عمان #موسم_مؤتة #دورة_علمية #رحلة #رحلة_دعوية #زيارة #الحبيب_عمر #habibumar #habibumarbinhafidz #Jordan #mutah #retreat
24 جمادى الأول 1445