الحبيب عمر يشارك في فعاليات الندوة العلمية ( العلماء الربانيون، وراثة النبوة وعظم المسئولية )

الحبيب عمر يشارك في فعاليات الندوة العلمية ( العلماء الربانيون، وراثة النبوة وعظم المسئولية )

بسم الله الرحمن الرحيم

المشاركون في الجلسة الأولى

شارك العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في الندوة العلمية بعنوان ( العلماء الربانيون، وراثة النبوة وعظم المسئولية ) التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، ومنتدى تريم الثقافي. مساء يوم الأربعاء 19 ذو القعدة 1431هـ الموافق 27 أكتوبر 2010م. ضمن فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010م.

وقد شهدت قاعة المجمع الحكومي بمدينة سيئون حفل افتتاح الندوة بحضور معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام للرابطة والقاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى، والقاضي حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد والدكتور عمر با محسون رئيس منتدى تريم، وعدد من المسئولين والعلماء من اليمن والسعودية ودول الخليج.

الحبيب عمر أثناء مشاركته

وبعد صلاة المغرب كانت أولى جلسات الملتقى العلمي والفكري ضمن المحور الأول ( العلماء الربانيون وشرف المكانة ) والتي ترأسها سعادة الدكتور أحمد الزيلعي أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض.  وتحدث فيها الدكتور أحمد يوسف الدريويش وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفضيلة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية عن فضل العلم والعلماء في الإسلام.

وفي بداية كلمته شكر الحبيب عمر المنظمين لهذا اللقاء، وعن فضل العلم والعلماء قال إنه في حد ذاته شرف، وهو صفة كريمة تتعشقها جميع الفِطر والنفوس السليمة، لذا فإنه شرفٌ وفضلٌ يحتاج إلى موضع، ولكن شرفه منوط بشرف موضعِه وهو العالم، فإن تناسبَ العالم في ذاته وصفاته وأفعاله مع شرف العلم فقد حلَّ الشريف في إناءٍ ازداد به شرفُ ذلك الإناء وارتفع قدرُه، قال تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات ) فإن لم يتناسب فهو كالإناء يتلون بلون إنائه.

وأوضح الحبيب عمر بأنه يقال للكثير ممن اشتغل بالعلم وهو يجرجر أمعاءه في النار، فيتعجب أناس انتفعوا بهم من سوء مصيره، فيقال لهم: إنه الأبعد كان، ، كان يأمر بالخير ولا يأتيه وينهى عن الشر ويأتيه. فقد كان وعاءً غير مأمون على العلم.

ثم ذكر الحبيب عمر سبب رفعة أهل العلم، وأفاد أن ذلك مربوط بأحوالهم، ثم منوط بآثارهم في غيرهم.. ووضح كلامه بقوله:

أولا: أما ارتباطه بأحوالهم فما أشار إليه المفسرون في معنى قوله تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) قالوا هم المذكورون قبلهم في الآية (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُل هَل يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) فأهل هذا القنوت القوامون والسجادون هم الذين يعلمون، أما الذين لا يعلمون فهم من لا يتصف بهذا الوصف.

وأكد حفظه الله على ضرورة ارتباط العلم بحقيقة الخشية من الله تبارك وتعالى. وقال: لا يمكن أن ننزع صفة العلم عمن توفرت فيه الخشية من الله، كما لا يمكن أن نخلع صفة العلم على من فقد الخشية من الله، بشاهد الحصر في التعبير القرآني ( إنما يخشى اللهَ من عبادِه العلماء ) فكل من خشي الله حقَّ خشيته فعالم، ومن لم يخش الله فليس بعالم.

ثانيا: ارتبطت رفعة أهل العلم بما أنيط بهم مِن نفعٍ لعباد الله، لأن أحب الخلق إلى الله أنفعُهم لعباده، فلا بد أن يكون دور العلماء أنفعُ للناس، يقول بعض أهل التفسير في قوله تعالى ( كنتم خير امة أخرجت للناس ) أي خير أمة للناس أخرجت، فلا يجد الناس أمةً خيراً لهم من هذه الأمة، فهم خير أمة للناس.

يُناط بهم أنهم أدلةٌ على الصراط المستقيم بأحوالهم وأقوالهم وأفعالهم، ومن لم ينفعك لحظُه لم ينفعك لفظُه، وأوضح بأنه يترتب على دلالتهم على الصراط المستقيم حماية الأمة من نار الجحيم، لما في قلوبهم من رحمةٍ أخذوها من نور العلم فرحموا بها عباد الله، فصاروا بذلك متخلِّين عن أغراضهم ومطامعهم، يريدون تقريب العباد إلى المعبود ونجاتهم من النار إلى جنات الخلود.

ثم أفاد حفظه الله بأنه يترتب على رِفعة الله لقدر العلماء منافع كثيرة منها: استصلاح القلوب التي هي محل نظر الله إليها.  فالعالم الذي يجمع بين الربانية في العلم وتحقيقها في العمل كصلاح الدين الأيوبي يمر بالجيش فيشهد قانتا في الليل فيقول والله لَهذه الأصبع المرفوعة في هذه الساعة أحب إلي من ألف فارس يقاتلون معي.

وباستصلاحهم للقلوب يقدمون معالجات جذرية لكثير من المشاكل، فهم يقون الأمة شرَّ التنازع الذي عاقبتُه الفشل قال تعالى: ( ولا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحُكم ) وأوضح أن أخذَ فتيل التنازع يكون بصدقِهم مع الله وصدقهم في الدعوة إلى الله.

مبيِّنا أن أعداء الأمة يستفيدون من الخلاف بيننا، حتى أصبحنا نجد في الأمة أفكارا عن القرآن والتشكيك في بعض آياته، وظهر التشكيك في السنة النبوية أيضا. وتساءل حفظه الله هل يليق بنا أمام هذا الوضع  أن ينازع الفرد منا لرأيه ومذهبه غافلاً عن أصلٍ نرجع إليه بجمع كلمة العلماء.

ودعا حفظه الله إلى توحيد الكلمة منطلقين من الثوابت المشتركة، ومما هو قطعي الثبوت والدلالة، ومعرفة القدر لكل مسلم.

وحذر من تقديس الآراء والمذاهب، لدرجة أن كثيراً من العلماء يعطون لاجتهاداتهم قدسية كأنها نص قطعي، واعتبر أن المشكلة تنشأ من هذا الجانب الذي يسبِّب التفرُّق والتشتُّت.

وفي الختام أبدى حفظه الله سعادته بهذا الملتقى، ليكون منارة من منارات الصدق في جمع شمل الأمة. راجيا للجميع التوفيق من رب العالمين.  

 (( للإستماع إلى مشاركة الحبيب عمر كاملة ))

(( وللمشاهدة ))

جانب من الحضور يتوسطهم أمين عام الرابطة

كما تحدث فضيلة الدكتور محمد بن موسى الشريف أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة والبروفيسور عبدالله بن محمد باهارون رئيس جامعة الأحقاف عن صفات وخصائص العلماء الربانيين.

بعد ذلك تداخل عدد من الحضور للندوة بملاحظاتهم واستفساراتهم التي أثرت أجواء النقاش ومواضيع المحور.

تاريخ النشر الهجري

21 ذو القِعدة 1431

تاريخ النشر الميلادي

28 أكتوبر 2010

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

آخر الأخبار