فوائد من: تفسير سورة الشورى - 16 - الاستجابة لله طريق الحياة الطيبة

اقرأ: الدرس السادس والعشرون من دروس التفسير في رمضان:
ما سر العلاقة بين الاستجابة لله والحياة الطيبة في الدنيا قبل الآخرة، وكيف يتحقق مفهوم الاستجابة في حياة المسلم؟
تفسير سورة الشورى -16- من قوله تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ الله..} الآية 47 إلى الآية 49
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، 27 رمضان 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
https://youtube.com/live/0uvfdJudJFI
فوائد من الدرس:
في معنى الاستجابة لله:
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم)؛ الذي ربَّاكم وأَوْجَدكم مِن العدم وآتاكم الأسماع والأبصار، ومَهَّد لكم الأرض ورفع مِن فوقكم السّماء، ربّكم! وما فعل ذلك غيره؛ فهو ربّكم، فاستجيبوا له!
كيف نستجيب لربّنا؟
اسْتِجابة الخلق للرَّب باستجابتهم لرُسُل الرَّب صلوات الله وسلامه عليهم، ومَن لم يَلقوا الرسول مباشرة فاسْتجابته للرب والرسول؛ باسْتجابته لِحامل أمانة الرسول مِن صحبهم وآلهم ووَرَثتهم وخُلفائهم؛ وبهذا يستجيبون لله.
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم) باتّباع محمّد، بتصديقه، بالإيمان بما جاء به، بالامتثال لأمره، وباجتنابه لِنَهيه.
في معنى اليوم الذي لا مرد له:
(مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ الله)، هذا مراد به أحد اليومين:
- اليوم الأول: يوم الوفاة وخروج روح الإنسان مِن جسده.
- اليوم الثاني: يوم جمع الأوّلين والآخرين في القيامة، وكلاهما لا مردّ له.
(لَا مَرَدَّ لَهُ)، لا يقدر أحد أن يَرُدّه أو يُؤخره أو يمنعه بعد أن حَكَم به الله.
في الملجأ يوم القيامة:
(مَا لَكُم مِن مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ)، كلّ الذي في تخيّلاتكم مما تلجأُون إليه، وترون أنّه مُلبٍّ لطلباتكم، أو مساعدٌ لكم، أو مُنقذٌ لكم من شدائدكم، أو مُيسِّرٌ لكم شيئا تُحبّونه، فعند هذه الساعة ينتهي، ما عاد يوجد ملجأ، لا قبيلة، لا حزب، لا جماعة، لا دولة، لا أصحاب البنك، لا يوجد ملجأ، تلجأ أين؟ ماذا يعمل لك هؤلاء كلهم؟!
دعوة للعودة إلى الله:
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم)، لبُّوا النّداء، تعيشون هكذا في الحياة الدُّنيا ملبّين لشهواتكم وأهوائكم! والنّاس يتحكمون عليكم من الشرق والغرب وتَمشون وراءهم، وتنسون الله الذي خلق، وتنسون الإله الذي كوَّن، يا عقلاء! يا أناس! يا أهل السمع! يا أهل البصر! ما هكذا المسار!
في انعدام النكير والناصر يوم القيامة:
(مَا لَكُم مِن نَكِيرٍ): ما تستطيعون أن تنكروا ما عليه الجزاء في ذاك اليوم مهما عملتم؛ لا يوجد نكير:
- اليد تشهد، الرجل تشهد، البَطن تشهد.
- الملائكة يشهدون، الصُّحف مُسجّلة والصّور موجودة.
(نَكِيرٍ) وبمعنى ناصر: ما أحد يُنصركم في ذاك اليوم؛ صورة ما كنتم مغترين به من النَّصر في الدنيا انتهت، هي صورة مجازية، مُنقضية، مُنتهية، ما لها عمق، يقولون: لاتتركنا حزبيّة، لا تتركنا قوميّة، لا يتركنا النّظام، انتهت، ما عاد شيء منها اليوم!
في الحياة الطيبة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)، ما هذه الحياة؟
- - هذه ما يُمكن تَجِدها لك، لا مُنتزهات، ولا مَقاهي، ولا مَلاهي، ولا سِينمات، ولا مهما كان تشاهده، ما يمكن تُحصّلها.
- - حياة الطّمأنينة والسكينة والرَوْح، هذه يُعطيها الله لأهل القلوب.
(فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، يذوق فيها لذة وَصْلنا ويُشاهد عجائب فَضْلنا، ويَسْتَعِدّ لِلِقائنا، فلا أحد يعلم ما نُولي قلبه من رِفقنا ولُطفنا وعَطفنا، حياة طيّبة!
في تباين الاستجابات لنعم الله ورحمته:
(إِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا)، وهذه طبائع النّاس: يأْنَسُون بما تُحبّ نُفُوسهم، وبما يكون مِنْ مالٍ ومِنْ صحة، ومِنْ مواتاة للأسباب، ومِنْ وجود استقرار وعمل وهدوء.. يحبون هذا بالطبيعة.
- ولؤماء الناس: يُحبون هذا من أجل أن يَتّبعوا شهواتهم، مِنْ أجل أن يَعصوا ويُخالفوا.
- وخيار الناس: يحبون هذا من أجل أن يُطيعوا ويَعبدوا ويَنشروا الخير ويَنصروا الحقّ ورسوله.
اللهم ما وَهَبْت مَحبوبيك والمؤمنين بك من صدق الاستجابة لك، هبْ لنا أقْواه وأجلّه وأعْمقه وأبْهاه وأغْزره وأعْظمه، اجْعلنا مُستَجِيبين بِقُلوبنا وأَرْواحنا وأسرارنا وأَسْماعنا وأَبْصارنا وكلّ ما آتيتنا.
نص الدرس مكتوب:
In English:
”(Respond to your Lord before a Day comes from Allah for which there is no repelling.)”
How do we respond to our Lord?
The creation’s response to the Lord is through their response to the messengers of the Lord. And for those who did not directly meet the Messenger, their response to the Lord and the Messenger is through responding to the bearer of the Messenger’s trust—his companions, his family, his inheritors, and his successors.
“Respond to your Lord!”
Answer the call!
Will you continue living in this worldly life only responding to your desires and whims?
Letting people from the East and the West control you, and following behind them, forgetting Allah—the One who created? Forgetting the God who formed and shaped you?
O people of reason! O people! This is not the right path!
In Indonesian:
(Penuhi seruan Tuhan kalian sebelum datang suatu hari yang tak bisa ditolak dari sisi Allah)
Bagaimana cara kita memenuhi seruan Tuhan kita?
Ketaatan makhluk kepada Rabbnya tampak nyata dalam ketaatan mereka kepada para Rasul-Nya. Dan bagi mereka yang tak sempat bertemu langsung dengan Rasul, maka bentuk ketaatan kepada Allah dan Rasul adalah dengan taat kepada para pewaris risalah: para sahabat, Ahlul Bait, para ulama yang mewarisi ilmu dan membawa amanatnya.
(استجيبوا لربكم) —
Penuhilah panggilan Tuhan kalian!
Apakah kalian ingin terus hidup di dunia ini hanya memenuhi hawa nafsu dan keinginan sesaat?
Apakah kalian akan terus membiarkan manusia dari timur dan barat mengatur hidup kalian dan kalian berjalan di belakang mereka, lalu melupakan Tuhan yang menciptakan kalian?
Melupakan Dzat yang membentuk dan menyempurnakan kalian?
Wahai orang-orang yang berakal! Wahai manusia!
Bukan begitu seharusnya arah perjalanan hidup ini.
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #سورة_الشورى #تفسير #القرآن #درس_التفسير #تفسير_القرآن #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran
16 ذو القِعدة 1446