فوائد من محاضرة بعنوان: استعداد المؤمنة لاستقبال شهر رمضان

للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، حلقة خاصة على قناة الإرث النبوي الفضائية، عصر الأحد 27 شعبان 1444هـ

 

للاستماع والحفظ:

https://omr.to/ramadan5

 

للمشاهدة عبر اليوتيوب:

https://youtube.com/live/4doMRrpJn0c

____

- أيتها المؤمنات؛ اعلمنَ أنّ المؤمنة ذات اللُّب والعقل.. تعرف قدر مُضيّ الأوقات ومضيِّ الأسابيع والأشهر، وتعرف معنى أنْ يُقبل علينا شهرٌ اختاره الله من بين الأشهر وجعله سيد الشهور، ما مرّ بالمسلمين شهرٌ خيرٌ لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولا مرّ بالمنافقين شرٌّ لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وذلك أن المؤمن يُعِد فيه العُدّة من النفقة للعبادة، وأن المنافق يُعد فيه غيبة المسلمين واتباع عوراتهم.

 

- المؤمن يُعد العدة قبل دخول شهر رمضان من أجل العبادة ومنه ما يكون من النفقة؛ أي ما يحتاجه من الطعام والشراب في الشهر، يُعده لِئلّا يشتغل أثناء الشهر بطلب شيء من مثل ذلك، وإن كان له في طلبهِ عبادة وإن كان له في طلبهِ نيات صالحة.. ولكن أشرف من ذلك وأكبر أن يكون ما يحتاجه قد توفر هو مقصور، هذا لعموم المؤمنين، وإن كان من خاصتهم من له قلبٌ يعتكف على الإقبال على الله إن كان طعام أو لم يكن طعام، إن وُجِد ما يحتاج إليه أو لم يوجد، ولكن هؤلاء خواص في المؤمنين، وعموم المؤمنين يحتاجون إلى توفير ما يحتاجونه في هذا الشهر، وفي هذا الحديث إشارة إلى أن المؤمن يجدر به أن يتفرغ في الشهر الكريم، وأن يعتكف على الإقبال على ربه جلَّ جلاله ليله ونهاره، ويخصّ الشهر الذي يضاعف الله فيه ثواب الأعمال حتى تكون الحسنة كسبعين حسنة وكسبعمئة حسنة وكألف حسنة.

 

- لله في كل ليلة ألفُ ألفِ عتيقٍ من النار، ألفُ ألفٍ أي مليون عتيق كل ليلة من ليالي رمضان، وجاء في الأحاديث أن الله يعتق في آخر ليلة من الشهر كما أعتق من أول الشهر إلى آخره فضلًا من فضل الله تبارك وتعالى، يتوفر العتق عند الفِطر وعند السحور، وعند طلوع الشمس، وعند غروبها وعند طلوعها ووقت السَّحَر، مظنّ كثرة العِتق في تلك الساعات، فهي جديرة بأن يُستَعدَّ فيها بالذِكر والحضور مع الله تبارك وتعالى.

 

- أيتها المؤمنة؛ إذا كانت هذه الإشارة من رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أننا نُعِدُّ مانحتاج إليه في رمضان حتى لا نشتغل في رمضان إلا بهذا النوع الأعلى من العبادات..

فكيف بمن يجعل حاجاته في رمضان وخصوصًا في العشر الأواخر لشراء الثياب وغيرها! لديك قبل رمضان إحدى عشر شهر ما عرفت تشتري فيها ثوب! حتى تمتلئ أسواق المسلمين وخصوصا في العشر الأواخر بالنساء المختلطات بالرجال والعياذ بالله تعالى، ولو كُنَّ نساءً خُلَّص يبيعهُنَّ نساءٌ خُلَّص، وهُنّ في غاية الاحتشام ولا تمتدُّ إليهن عين خائن.. لكان عليهنَّ غبنٌ في الخروج إلى الأسواق في ليالي العشر، لكان عليهنّ نقص وإضاعة لما هو أجل وأشرف وأكمل، فكيف إذا كان الأمر على غير ما ذكرناه واقترنت به فتن وبلايا وآفات!

 

- أيتها المؤمنة؛ إن من أعظم ما تستقبلين به شهر رمضان أن تصْدقي مع الله في النية، أن لا تضيّعي ليالي الشهر الكريم ولا أيامه فيما لا يليق بالمؤمنة التي صدقت بربها وكتبه ورسله واليوم الآخر ولقائه جل جلاله وتعالى في علاه.

 

- أيتها المؤمنة بالله جل جلاله؛ انظري إلى بيتكِ وما فيه، وما يكون فيه من أجهزة في ماذا تُستعمل، ومن أدوات ومن آلات ومن أخلاق ومن معاملات ومن كلمات.

فبالله عليكِ؛ ما حلّ في بيتكِ مما يخالف السنة الطاهرة والشرع المصون.. طهّري البيت منه، واستقبلي رمضان بطُهر البيت ونقائه عن برامج الكفرة والفجرة والفاسقين، وعن منظوراتهم الخبيثة التي تملأ القلوب ظُلمات، والتي تُضعف الإيمان والتي تحُول بيننا وبين النفحات والتي تحرمنا لذة القرآن ولذة الصلاة.

 

- أقبلي على الله بالصدق، واستقبلي أول ليلة من رمضان التي فيها أول خصوصية أعطاها الله نبينا لأمته لم يُعطها نبيٌّ قبله، وهي أن ينظر الله تعالى إلى هذه الأمة في أول ليلة، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدًا.

 

- وخصّنا ببركته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه يُمسي أحدنا وخلوف فمه من الصوم أطيب عند الله من ريح المسك.

 

- وخصنا بأن الجنة تُزيّن للصائمين في كل يوم يصومون فيه من أيام رمضان، ويقال لها يوشك أن يخرجوا عن تعبهم في الدنيا إلى دار الكرامة، فيُلاقون الزينة التي زُيّنتْ لهم أيام صيامهم مخبوءةً لهم عندما يقبلون على دار الكرامة جنة الله جل جلاله.

 

- وأن لله عتقاء كثيرين في كل ليلة من ليالي رمضان، وإنه يعتق في آخر الشهر مثل ما أعتق من أول الشهر إلى آخره.

 

- خصائص استعدّي لها وتهيّئي لها، وهيِّئي من في أسرتكِ ومن في بيتكِ، كفى ما مضى من العمر فيما استحسنتِ فيه ما ليس بحسنٍ عند الله وعند رسوله.

 

- يا أيتها المؤمنات؛ يجب أن نعلم مهماتنا في الحياة، وما تلقيناه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في كيفية استقبال الأوقات والأشهر الفاضلة، واستقبال الشهر الفضيل شهر رمضان، بلّغنا الله إياه وسلّمنا لرمضان وسلّم رمضان لنا، وسلّم رمضان منا وتسلمه منا متقبلا بفضله، إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

 

#استقبال_رمضان #رمضان #الحبيب_عمر_بن_حفيظ #الحبيب_عمر #habibumar #habibumarbinhafidz #ramadan #ramadhan

تاريخ النشر الهجري

29 شَعبان 1444

تاريخ النشر الميلادي

21 مارس 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية