ترك بقعة من البدن في الغسل

ما حكم غسل الجنابة وترك بقعة من البدن لا تهاونا؛ بل لعملية جراحية أجريت على هذه البقعة؟

إذا كان لديك بقعة في البدن فيها جراحة أو شيء يضرُّ به الماء، فإذا مر الماء عليه استضرَّ بذلك إما بزيادة المرض أو طول أيامه أو خوفِ فَقْدِ منفعة من الأعضاء مثلاً، أو حدوث شَيْنٍ ظاهرٍ في بدنك.. فهذه أسباب تبيح التيمم. بمعنى أنك تغسل جميع بدنك إلا هذه البقعة التي فيها العملية الجراحية أو الموضع الذي فيه التضرُّر بالماء، فتتركه ثم تتيمَّمُ بدلاً عن ذلك المحل وتُصَلِّي ولا شيء عليك.

 فأنت تؤَدَّي حق الغُسل الواجب وتتيمَّم عن البقعة التي لم يصل إليها الماء لعُذرٍ، وإلا فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تحت كل شعرة جنابة " رواه الترمذي. حتى من أجلها مالَ سيدُنا علي بن أبي طالب إلى حلق شعر رأسه. يقول: عاديت شعر رأسي لما سمعت رسول الله يقول تحت كل شعرةٍ جنابة. فإذا كان بالإهمال فذلك خَطرٌ على صاحبه لأنه يتعرض لبطلان الصلوات ولحرمة دخول المسجد إلى غير ذلك.

 فيجب أن يستوعب جميع بدنه بالماء، ومن هنا نبَّهوا على أن ينوي الإنسان رَفعَ الجنابة ورفعَ الحدث عند الاستنجاء حتى يستوعب الماء جميع أجزاء بدنه الواجب غسلُها، وكذلك يأخذ في كفه ماءً فيضعه على أذنه اليمنى، وعلى الكف الآخر فيضعه على أذنه اليسرى لأن الماء يغفلُ عن صماخ الأذنين فلا يصل إليهما، فيتعهد في بدنه المعاطف كلها حتى يتيقن وصول الماء إلى جميع أجزاء البدن.