معنى الاهتمام بأمر المسلمين

نجد البعض من خلال فهمهم لحديث: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، يقحمون أنفسهم في أمور محظورة يظهرها الإعلام بأكاذيب فادحة، ومن لم يخض في هذه الأمور فكأنه لا يهتم بأمر المسلمين! فكيف يكون الاهتمام بأمر المسلمين؟

 الاهتمام بأمر المسلمين يكون:
1- بالدعاء لهم .
2- وحسن التضرع إلى الله في شأنهم .
3- وما بدا واضحا من مساعدة منكوب ومكروب بلا إشكال ولا غموض في الأمر..

 فهذه من جملة الواجبات التي يقوم بها المؤمن، في كل زمان وكل مكان بحسب ما يستطيع.

وأما أن يسب أو أن يلعن أو يدخل في حلبة الصراع، ويقول اهتم بأمر بالمسلمين!! فنريدك أن تهتم بأمر نفسك ، وأنت واحد من المسلمين، فقد أوقعت نفسك في خبطة، فنريد من يهتم بك وينقذك من هذه الورطة التي أنت فيها،

فقد اتخذت معنى الاهتمام بأمر المسلمين سباًّ لطوائفهم ، والنيل منهم ، والتجنُّد لمقاتلتهم، إلى غير ذلك من التصورات الباطلة التي لا أساس لها لا في الشريعة ولا في الدين ولا في العقل.

وإنما صاروا هكذا كما قال صلى الله عليه وسلم : ( وتداعت إليهم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ..)

ومع ذلك فأرباب الإخلاص والصدق ممنوحون من لطائف الحق وتأييده ما به يقوى الدين ويظهر رغم كل ما يعمل الأعداء ، إن عملوا حروب وإن عملوا كروب،  فدينُ الله تعالى مؤيَّد ومنصور ومحفوظ ، ويزداد المؤمنون إيمانا، وإن تسببت هذه الطوائف أو تلك الطوائف من هنا أو من هناك بتشكيك الكثير أو إخراج بعضهم من دين الله تبارك وتعالى، فسيعقب ذلك رجعةً إلى دين الله وإعظام لأمر الله كما يشاء الله ، وهذه سنة الله تعالى في هذا العالم وفي هذا الوجود ولن تجد لسنة الله تبديلا.

وإن كان يخرج في بعض الأوقات والفترات وبعض الأماكن الناس من دين الله أفواجا كما دخلوه أفواجا، فكذلك العاقبة دائما والغاية والنهاية هذا الدين وانتشاره في الأقطار( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .. )

فعلى المؤمن أن يبذل وسعه ببصيرة فيما لا يدخل فيه مع من هب ودب، مجمعين على بعض الأشياء من أفكار مختلفة واتجاهات مختلفة، ومن منسوبين إلى الدين ومن منكرين للدين، ويدخلون معا ويسمون نفسهم باسم واحد.. ثم يختلفون فيما بينهم البين، ويرجعون على بعضهم البعض وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا تتضح حقائق دوافعهم ولا من دفعهم.

في كل هذا كل من ظن ظنا يصل به إلى حد العذر عند الله سبحانه تعالى فتصرَّف بحسب ظنه فهو ونيته، فإنه لا يخلو في الأفراد ممن يقدم نفسه وذاته من أجل الله تبارك وتعالى، ولكنه ظن أن هذا هو الطريق الصحيح فإذا وصل به الأمر إلى ظنٍّ يعذره به الله، ولم يجد ما يستبصر به حقيقة الأمر فهو على نيته، وقد قال صلى الله عليه وسلم : يخسف بجيش بين مكة والمدينة أولهم وآخرهم، قالوا: كيف يخسف بأولهم وآخرهم يا رسول الله!؟ قال : يُخسف بأولهم وآخرهم ويُبعثون على نياتهم. البعث يختلف فيما بعد ما دام عند الاختلاط يصل بعض الناس إلى حد العذر في تصوُّر يكون عنده فإذا وصل إلى حد العذر عند الله، ثم انطلق يريد هو بنيته، لا غرض له في أي يكثِّر سواد فئة أو يؤدي غرضَ كفرٍ أو غرض فسوق أو غرضا لأحد من الفاسقين أو الفاسدين، لا غرض له في ذلك ولا نوى ذلك ، ولا قصد ذلك، ولم يكن له دافع أن يحصِّل مال ولا أين يحصِّل جاه ولا أن يحصل شيء.. فهذا حسب نيته ، ولو كان في جهاد صحيح ونوى عقالا فله من كل الجهاد عقال ولا شيء غير ذلك، والعياذ بالله، وإنما لكل امرئ ما نوى.