شرح الحِكَم العطائيَّة لباراس - 93 - من قوله: ( إِذَا أَطْلَقَ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ وَلَسْتَ بِأَهْلٍ .. )

للاستماع إلى الدرس

العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ لكتاب شرح الحِكم العطائية للشيخ علي بن عبدالله باراس رحمه الله تعالى، ضمن فعاليات الدورة التعليمية التاسعة والعشرون بدار المصطفى بتريم ، الثلاثاء 23 ذو الحجة 1444هـ، من قوله: 

( إِذَا أَطْلَقَ الثَّنَاءَ عَلَيْكَ وَلَسْتَ بِأَهْلٍ .. فَأَثْنِ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ )

إذا أطلق وأثنى بجميل الثناء عليك أيها الـمؤمن الكاره لمدح الـمخلوقين، الـمُبتغي رضا ربِّ العالـمين ، الـمكتفي بنظره إليك، الوجل من اجتراح الـمعاصي بين يديه، وليس فيك أهلية الثناء لنظرك عيوب نفسك وسوء أحوالها، وقبيح فعالها، ورأيت عجزها وتقصيرها في القيام بما به يُثْنَى وعليه يُمدَح.. فاعلم: أن هذه نعمةٌ من الله أسبغها، وعافية جلَّلها ، فلا تغفُلْ عن شكرها، فاشتغالك بالشكر لله عليها أولى بك من مدافعتها وإبائها.

فكن له شاكراً، ولآلائه ذاكراً، وبنفسك غير مبالٍ ولا لها مصغياً، وعن خدعها مجانباً، ولها معاتباً؛ فالـمؤمن لا يزال لنعمه شاكراً، ولآلائه ذاكراً، ولنفسه متهماً، ولا يرى لنفسه أهليةً أن يُثنَى عليها، أو أن تُضاف الـمحامد إليها.

ويرى أهلية الحمد ومنتهى الـمجد لله في كل حال، ومصدر فعال، فلا يتصوَّر منه أن يظلم أو ألا يتصف بصفات الكمال وخلال الجلال؛ فهو الـمحمود في أفعاله، وهو أهل كل نعمة، ومنتهى كل رغبة، ومطلب كل منَّة.

كيف والعالـم شاهدٌ بذلك حالاً ومقالاً؟! كل له قانت، وله ساجد، وشاكر وحامد، ومتى [كان] لغيره وصفٌ أو صفةٌ من صفات الكمال؟!، فالكل مستمدٌّ وهو مستبد، فله الحمد في كل حالٍ وعلى كل حال، (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)، ولي في ذلك:

إذا أطلقت لك ألسن الخلق بالثنا * فكن شاكراً ربَّ البرية حامدا

وإن كنت لم تشهد شهود مزية *لنفسك زد ما دون وسعك زائدا

فأهل الثنا والـمجد حقا هو الذي * بنعمائه عادت علينا عوائدا

تاريخ النشر الهجري

23 ذو الحِجّة 1444

تاريخ النشر الميلادي

11 يوليو 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام