(536)
(204)
(568)
اختتم العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ صبيحة هذا اليوم الثلاثاء القراءة في كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله، في درس الفجر اليومي، الذي يعقده بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس وارتفاعها، من يوم السبت إلى الأربعاء، في دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية.
وقد افتتحت القراءة في الموطأ صباح يوم الأربعاء 25 شوال 1441هـ وتواصلت بفضل الله حتى اليوم الثلاثاء 29 شعبان 1444هـ ، بحصيلة 534 درساً، تضمنت شرحاً لمعاني الأحاديث النبوية، واستنباط الدروس والعبر منها، مع بيان ما تضمنته من أحكام شرعية، في دراسة فقهية مقارنة على المذاهب الأربعة بأسلوب يسير وسهل، مع رَبطِها بحال المسلم وسلوكه وتعامله مع الواقع الذي يعيش فيه، لتنصبغ حياته كلها بالارتباط بهدي رسول الله ﷺ.
وقد بثت جميع الدروس بفضل الله مباشرة على قناة الإرث النبوي الفضائية، وإذاعة نور الإيمان من دار المصطفى، وموقع دار المصطفى وموقع الحبيب عمر وصفحات التواصل الإجتماعي التابعة للموقع.
ويمكن الجميع الاستفادة من هذه الدروس والاستماع إليها من خلال هذا الرابط:
كما يمكن مشاهدتها من خلال هذا الرابط:
https://youtube.com/playlist?list=PLW_g96PMCVLLHb0An185YAbKd7eHjXhat
موطأ الإمام مالك من أول ما ألف في السنة الغراء ونفع الله به، وكان بعد اعتناء من بعده من المحدثين بالتنقيح والتصحيح يقولون له: أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى.
وكتب السنة محتاجة إلى أن تحيا في قلوبنا أنوارها، وأن تحيا في قلوبنا خيراتها، وأسرارها، ودلالاتها، وعلومها، ومعارفها. فمن المتحتم والواجب اللازم على المسلمين.. رجال ونساء صغار وكبار: أن يتجهوا نحو سنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويعتنوا بقراءة أخبار سنته، وما جاء عنه؛ فهو المبلغ عن الله تعالى، وهو الدال على الله، وهو الموصل إلى الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
والذين لهم رغبة في قراءة كتب السنة -على وجه الإخلاص والتواضع والاقتداء بالصالحين، ومخاطبة النفس بالعمل بها- من الحاضرين والمستمعين والمتعلقين: أجزناهم إن صحت لنا الإجازة عن شيوخنا، ورجالنا، وأئمتنا، وسلاسل إسنادنا؛ في قراءة كتب الحديث الشريف من موطأ الإمام مالك، وما كان من المختصرات والمطولات من كتب السنة الغراء، وفي تأمل معانيها، وفي العمل بما فيها، وفي نشر ذلك وتعليمه؛ نيابة عن شيوخنا: أجزناهم في ذلك.
نسأل الله أن يكتبنا في ديوان المقبولين والموفقين والصادقين المخلصين.
ويجعل ختمنا هذا حسن استعداد لشهر الصيام وشهر القيام، وشهر القرآن، وشهر النفحات، وشهر الفيوضات، وشهر العطيات، وشهر القربة، وشهر نظر الحق -سبحانه وتعالى-، وشهر الاتصال برسوله صلى الله عليه وسلم، وشهر الاتصال بسر القرآن، وآيات القرآن، ومعاني القرآن، والعمل بما في القرآن، ويحي به قلوبنا، ويحي به -سبحانه وتعالى- أرواحنا، ويحيي به سرائرنا، ويجعلنا من خواص أهل المعرفة الكاملة التامة التي تزداد أبدا سرمدا، به، وبآياته، وبأوصافه، وبعظمته، وبرسوله، وبما جاء عن رسوله، وبما دل عليه رسوله، وبأسرار رسوله، وبمواصلة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويجعلنا من كمال أهل المحبة الكاملة التامة القوية التي تزداد له سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولمحبوبيه، وللمقربين إليه من أنبيائه ورسله والملائكة المقربين وعباده الصالحين، وكل ما أحب، وكل من أحب، ولا تزال تلك المحبة تزداد أبدا سرمدا.
وأن الله -سبحانه وتعالى- يرزقنا بالفضل والإحسان وواسع الامتنان كريم المشاهدة وشهوده بمرآة هذا الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأن يرزقنا الفناء فيه تعالى بحبيبه المصطفى محمد، والبقاء به -جل جلاله- في حبيبه المصطفى محمد، وأن يمزق كل حجاب بينه وبين هذا النبي المحبوب، وأن يثبتنا على دربه خير الدروب، وأن يرفعنا به إلى أعلى مراتب القرب منه والدنو إليه مع كل محبوب، وأن يقينا الأسواء والأدواء وكل بلوى في السر وفي النجوى.
وأن يعجل بتفريج كروب أمته ودفع البلاء عن أمته.
ويعلي درجات الإمام مالك وشيوخه، لاسيما سيدنا الإمام جعفر الصادق، ومن أخذ عنهم الإمام مالك وتلقى ودرس، وجميع تلامذته، لاسيما سيدنا الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وكل من اتخذ عن الإمام مالك واتصل به، لاسيما من أخذ عن الإمام الشافعي، ومن أخذ عن الإمام أبي حنيفة، ومن أخذ عن الإمام أحمد بن حنبل، وأئمة الحديث، وأئمة السنة، وأئمة التفسير، وينفعنا بهم، ويعيد علينا عوائد أنوار علومهم، ومعارفهم، وأعمالهم ومسالكهم، ولا يحرمنا بركة أحد منهم.
وأن الله يحيي في المسلمين حقائق الإسلام والإيمان والإحسان، والرجعة إليه، والإقبال عليه، والتعظيم له ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وما جاء به، والعمل بسنته الغراء، ويحول أحوالهم إلى أحسن حال، ويرد عنهم كيد النفوس وشياطين الإنس والجن والأهواء والدنيا الغرارة، وكل سوء وكل قاطع يقطعهم عن الله -سبحانه وتعالى-
وأن يعيننا أحسن العون، ويتولانا ويصوننا أكمل الصون، وينظمنا في سلك أهل الصدق معه، من خواص ممن {يهدون بالحق وبه يعدلون}، وأن يختم لنا بأكمل الحسنى وهو راض عنا.. وإلى حضرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه
29 شَعبان 1444