عظمة الحق الإله وعبده ومصطفاه وأحوال الخلائق في الحياة ويوم الجمع الأكبر والمجازاة
محاضرة العلامة الجبيب عمر بن محمد نن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك، في دار المصطفى، ليلة الجمعة 20 شوال 1446هـ بعنوان:
عظمة الحق الإله وعبده ومصطفاه وأحوال الخلائق في الحياة ويوم الجمع الأكبر والمجازاة
نص المحاضرة مكتوب:
الحمد لله الأول الآخر، الباطن الظاهر، الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه مرجع كل شيء، الواحد القيوم الحي. أرسل إلينا المصطفى من بني لؤي، عبده الذي تخيَّره من بين جميع أهل السماوات والأرض، وأعدَّ له المقام المحمود والشفاعة العُظمى يوم العرض.
جمع الخلق في القيامة وسيادة النبي محمد فيها
ويوم العرض يوم يُجمع الأولون والآخرون، وخصوصًا ما يجري وما جرى على ظهر هذه الأرض منذ أن خلقها، ثم منذ خلق المكلفين فيها، ثم منذ أن خلق آدم بأسرار الخلافة الخاصة، وما أخرج من آدم وحواء رجالًا كثيراً ونساءً كثيراً، تعدَّدت بهم الأفكار والاتجاهات والتصورات عن الحياة، واختلفوا نتيجة ذلك في أعمالهم وفي أخلاقهم وفي مقاصدهم، وكلهم من أولهم إلى آخرهم مجموعون في ذلك اليوم (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ) [الواقعة:49-50].
ومقام الشرف والسيادة والكرامة مُهيَّأ لهذا العبد المقرب، لهذا الحبيب المُحَبَّب، لمحمد ﷺ..
في يوم كلٍّ بذكرك يا محمد يصيح..
صلوات ربي وسلامه عليه..
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا) [الفرقان:27]. فكُلُّ المسالك التي سلكوها، والأفكار التي تبنَّوها، والانتماءات التي انتموا إليها، إلى المبادئ وإلى الاتجاهات؛ باطل وضلال (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)؛ هذا كله باطل، هذا كله لا شيء، هذا كله ضلال. كل ظالم تَبَع أي ديانة، تَبَع أي فكر، تَبَع أي سياسة.. يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً! لأن كل ما عندهم باطل، كل ما عندهم سوء، كل ما عندهم ظلمة، كل ما عندهم ليس بشيء. الشيء عند سيدنا محمد، الذي اختاره الحي القيوم -جل جلاله وتعالى في علاه-، واصطفى به الأنبياء من قبله، وكلهم آمنوا به من قبل أن يبرز في عالم الدنيا ويُبعث، وكلهم بشَّروا به ﷺ.
مجالات القرب من الجناب الشريف ﷺ
وجعل أمته خير أمة، وجعلنا وإياكم منهم، فلله الحمد. وبعد ذلك نحن على مراتب في استجابتنا، ونحن على مراتب في ارتباطاتنا بهذا الجناب، وتلقِّي ما جاء به عن ربِّ الأرباب، وما حمله لنا من سُنَّةٍ وكتاب، ودعوة إلى الهدى والصواب، وما خُصَّ به من أسرار من حضرة الإله الكريم الغفَّار، وما أشرقَ به وابتثَّ من ضياءٍ وأنوارٍ..
وكلٌّ على قَدْرِ الصَّفاء والاقتداء ** نَالَ الهُدَى في أَحْسَنِ استقبالِ
فاختلفت المجالات، لأن في يوم العرض الذي يُجمع فيه الأولون والآخرون؛ تختلف الدرجات وتختلف الأحوال والحالات. وجميع أهل السعادة من أولهم إلى آخرهم؛ يضمُّهم أنهم يستظلون بظل لواء الحمد الذي يحمله هذا القائد جامع المحامد ﷺ، بمن فيهم النبيون والمرسلون -صلوات ربي وسلامه عليهم-، وخواصُّ آلهم وصحابتهم، وخواصُّ ورثتهم من أتباعهم.. كلهم تحت هذا اللواء، وهم على درجات في القُربِ من صاحب اللواء، وفي القُربِ من مُصطفِيه عالم السر والنجوى -جل جلاله وتعالى في علاه-.
الفوز لمن أحب الله ورسوله
فيَا فوز من له قلب أدرك عظمة الإله ومكانة محمد عند مولاه، فعاشَ ومات والله ورسوله "..أحَبَّ إلَيْهِ ممّا سِواهُما"، وصار "..يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلّا لِلَّهِ". لا يُباع قلبه لا لفكر ولا لطائفة ولا لجماعة ولا لأفراد، إلا بميزانِ إرادةِ وجهِ الإله الحي الكريم الخالق الجوَاد، عالم الخافي والباد؛ فصار القلبُ مُصاناً مُحصَّنًا مُعَظَّمًا عزيزًا غاليًا، لا يتسلَّقُ إليه ولا يدخل فيه من هبَّ ودبَّ، ولا مَن سَقَط من عين الرَّب. صار هذا القلب في حماية الإله الذي هو أحبُّ إليه مع رسوله من كل ما سواهما، فصار لا يُحِبُّ إلا لله -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-، وصار للخَلْقِ من خيرِ الخلقِ؛ لأنه يتمنى الهداية للصغير والكبير والقريب والبعيد، ويتمنى إنقاذهم من النار ومن العار. فهذا دينٌ يَدِينُ به المتعلق بالله تعالى والصادق مع الله.
نهايات أهل البعد عن الله في كل زمان
كيف وقد قال لسيدنا موسى وهارون وقد أرسلهما إلى فرعون: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) [طه:44]، (اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ * فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ * فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ * فَحَشَرَ فَنَادَىٰ…) فِعلُ المبعودين عن الله في كل زمان، هذا شغلهم. (..فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ..) ونهايتهم واحدة: (..فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ..) كلهم مشوا في هذه الخطة، ووقعت هذه النهاية لمن قبله ولمن بعده، وكذلك مَن في زماننا (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ * أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا..) أتعجزه دولة؟ أتعجزه فئات مَنِ الخلق تجمَّعوا صنعوا قنابل؟! (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا..) هذه التي أنتم عليها، نسيتموه؟ اغتررتم ظننتم أنَّ المُلك لكم؟ (..أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) [النازعات:17-33].
ولا يزالُ أهل الغَيِّ في غيِّهم إذا أبوا هداية الله ونوره، حتى يخرجوا من هذه الحياة الدنيا على أي كيفية من الكيفيات التي كلها عبرة وعظات.
نتائج سعي من خالف الله ورسوله
ويأتون إلى ذاك اليوم المشار إليه، يوم الجمع (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ..) يتذكر ما سعى: على أي ميزان خيرُ سعيه وشره؟ صلاحه وفساده، نوره وظلمته، على أي ميزان؟ على ميزان دول؟ على ميزان سلاطين؟ على ميزان أمراء؟ على الميزان الرباني الذي أنزله على الأنبياء؟ كلٌّ يتذكر ما سعى على هذا الميزان فقط! تعالَ أنت وفكرك وسعيك، إيش هو في هذا الميزان؟ (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ..) كل مَن تتأتَّى منه الرؤية؛ الجحيم بارزة قدامه. هذا مصير الفجرة والكفرة والظلمة ومن خالف الله ورسوله (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ..) وانتهى الحُكم (..فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ..)
والذين يستثقلون هذا الخبر ويستبطئونه (..يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا..) كُلُّ مُدَدِهِم في الحياة الدنيا، بكل ما كانوا فيه، بكل أملاكهم: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) [النازعات:34-46]. فما قيمة هذا المُلك؟ بعد إيماني بالله وقراءتي لهذه الآية: ما قيمة هذا المُلك؟ ما مقدار هذا المُلك؟! وأربابه كلهم في ذاك اليوم الذي نجتمع فيه: كأنهم لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها!
لا إله إلا الله!
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ..) ومدري ايش سمّوه، ما يسمّونه! خسروا خسروا! (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ..) مَن صفّقوا له ومَن رقصوا له.. كل مَن كذَّب لقاه خسروا! (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ * وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ * وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ..)
خسارة المكذبين بلقاء الله
(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ..) يستبعدون (..وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ * أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ..)! قال ما عاد ينفع الإيمان، كُلٌّ يتحوَّل مؤمنا: الملاحدة، الجاحدون، الفجار.. يتحولون مؤمنين، بأن الله حق ورسوله حق! ما عاد ينفع! (..آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ * ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ * وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ * وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ..) تعرف ما في الأرض؟ هو هذا كل ما يتفاخرون به، هو ذ! كل ما في الأرض لو كان معه، يريد أن يتخلص من مصيبة ذاك اليوم! مشكلتهم يُسلِّموا! يقولون: خذوا خذوا، أنا ما عاد أريد هذا كله، خذوه بس خلصونا! (..وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ ..) لكن ما ينفع! (..وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [يونس:45-55].
التوجه إلى الله في حال الأمة
علِّمنا يا رب العلم النافع الرَّافِع؛ الذي ترتفع لنا به الدرجات في يوم الجمع الأكبر، في القُربِ من حبيبك الأطهر، والدخول معه في شريف المداخل، والنزول معه في رفيع المنازل.
اللهم اجعل صِلتنا به أقوى الصِّلات، وارتباطاتنا به أوثق الارتباطات. اللهم وبمحبتك له، وبما جعلتَ في قلبه من محبتك ورحمة عبادك؛ انشر الهداية في الأمة، وأحبابنا الذين تمنّوا الإيمان لقراباتهم أكرم قراباتهم بالتقريب إلى الإيمان واليقين، واهدهم إلى سواء السبيل، وخلِّصهم من كل تضليل وتجهيل، وأَمِتهم على "لا إله إلا الله" متحققين بحقائقها يا الله.
ولا تحرمنا سِرَّ التَّحَقُّق بهذه الحقائق، لصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، فإن دواعي الغفلات التي تَحجُبُ وتحجزُ عن إدراك هذه الحقيقة كثيرة ومتنوعة، فاصرف شرها عن كبارنا وصغارنا، عن رجالنا وعن نسائنا. واقبل هذه الدعوات وما يجري في المجالس من التوجهات، وارزقنا الإنابة والإخبات.
يا مجيب الدعوات: عجِّل بالغياث العاجل، واللطف الشامل والفرج للمسلمين، عجِّل بالغياث العاجل، واللطف الشامل والفرج للمسلمين، عجِّل بالغياث العاجل، واللطف الشامل والفرج للمسلمين، وأرِنا رايات الحبيب الأمين في جميع أقطار الأرض منشورة، ومعالم الإسلام والإيمان بأهلها معمورة، معنىً وصورةً.
وَاكْشِفِ اللَّهُمَّ كُرْبَةَ الْمَكْرُوبِينَ، وَاقْضِ دَيْنَ الْمَدِينِينَ، وَاغْفِرْ لِلْمُذْنِبِينَ، وَتَقَبَّلْ تَوْبَةَ التَّائِبِينَ. واجعل كل من في المجمع ومن يسمع من التائبين الصادقين في التوبة، المقبولين عندك، المنظورين منك بنظر يقوَى بهم ارتباطهم بخير البشر، فيما بطن وفيما ظهر، في الدنيا والبرزخ والمحشر، وفي دار الكرامة والنظر.
اللهم آمين..
طلب التحقق بمحبة الله ورسوله ﷺ
يا مجيب دعوة الداعين، يا من لا يُخَيِّب رجاء الراجين، يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، يا ذا القوة المتين، يا راحم المساكين، يا أرحم الراحمين: اجعل كُلًّا مِنَّا ومن جميع الحاضرين والسامعين والمشاهدين والمتابعين والموالين؛ نَبِيتُ ونُصبِح ونحيا ونموت وأنت ورسولك أحبَّ إلينا مما سواكما.. آمين، آمين، في يقين وتمكين، وعفوٍ وعافيةٍ، وسرورٍ واستبشارٍ، يا كريمُ يا غفَّار، يا واحدُ يا قهَّار، يا قريبُ يا جبَّار، يا من يُكَوِّرُ النهار في الليل ويُكَوِّرُ الليل في النهار.
يا الله: يَطِيبُ لنا نداءك، يَلَذُّ لنا دعاءك، يا ربِّ لا خيَّبتَ رجاءنا ولا رَدَدْتَ دعاءنا.
اللهم اجعل لقلوبنا أقوى المحبة منك ولك، وأقوى المحبة من رسولك ولك، حتى نحيا ونموت وأنت ورسولك أحبَّ إلينا مما سواكما.. يا الله
يا الله: انظر إلى كل قلب فأكرمه بهذه الكرامة، وأعزّه بها في الدنيا ويوم القيامة، وأجرنا من كل حسرة وندامة.. يا الله، يا الله، يا الله، يا الله، يا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين بوجاهة حبيبك الأمين، والحمدلله رب العالمين.
19 شوّال 1446